الكوفية (الغترة) والعقال: مقال بكر في موضوع قديم جديد - لـ أنستاس ماري الكرملي

       فيما يلي مقال للأب أنستاس ماري الكرملي، كان قد نشره سنة ١٣٦٠هـ/١٩٤١م في مجلة المقتطف، الجزء الثالث من المجلد الثامن والتسعين.

     وقد نقلته هنا دون حذف أو إضافة في النص. والذي أضفته فقط هو الصور التي تحدّث عنها ولم تُدرج في المقال الأصل. وآمل أن يكون في هذا فائدة. وفيما يلي نص المقال:

لماذا لا أحبذ عبارة "فلان سابق لزمنه"؟

لماذا أعتقد أن هذه العبارة غير دقيقة، ولا يحسن استخدامنا لها؟ هناك عدة أسباب اسمح لي أن أسردها:

١- الشخصية الممدوحة تربّت وتعلمت على يد من عاصرها (أهل زمانها)، والإنسان ابن مجتمعه شئنا أم أبينا، فكيف جاز لنا إخراج أهل زمانه من الصورة؟

أمثله لما يمكن لخريج التاريخ أن يفعله؟

إن كنت من خريجي التاريخ، فلابد أن أحداً قد ذكر أمامك: "وما أهمية خريج التاريخ؟ مستقبله مدرس فقط!" وأنا لا أُكثر في اتهام الناس في أفهامهم وعقولهم، ولكن من يتحدث دون بحث وعلم، ويقول مثل هذا القول، لا يدع لي مجال إلا أن أقدح في فهمه. فربط التخصص في عالمنا العربي، بالمستقبل الوظيفي -فيما يخص الدراسات النظرية- هو رأي كارثي، يتبناه للأسف قيادات التعليم العالي عندنا.

ماذا وكيف تقرأ؟ نصيحة فرانسيس بيكون لمن تكاثرت عليه الكتب

السير فرانسيس بيكون، فيلسوف وعالم ومحامي ورجل دولة، توفي عام ١٦٢٦م. وحدث لما تكاثرت الكتب بغثها وسمينها بعد انتشار الطباعة، أن فزع أصحاب ومريدي بيكون إليه ولسان حالهم يقول:

تكاثرت الظباء على خراش ..... فما يدري خراش ما يصيد

ماذا أعمل عندما أتخرج من قسم التاريخ؟

سؤال يتكرر كثيراً، وأنا شخصياً مللت سماعه. الحق أقول لكم، ما لا يقوله أهل التخصص لمن يسأل هذا السؤال: إن كنت تريد تخصصاً تعمل به (شهادة مهنية/فنية)؛ فأرجوك ثم أرجوك، ابتعد عن التاريخ واسترح وأرحنا. فمن أراد تخصصاً يعلّمه صنعة يعمل بها، ويتكسّب منها، فلن ينفعه تخصص التاريخ ولا شك، وسيزاحم زميله الراغب في التخصص فيخسر الاثنين.

ما هي السرقة العلمية وكيف تتجنبها؟

السرقة العلمية هي أن تأخذ كلمات ، أو أفكار ، أو أبحاث غيرك ، وتضعها في عملك بدون الإشارة إليه وإلى عمله ، فتصبح كأنها لك أنت. وهذه سرقة بالتأكيد ، ومخالفة أخلاقية تُعاقب المؤسسات الأكاديمية والفكرية مرتكبيها. ولعل ما ينقصنا تفعيل عقوبات جادة على من يفعل ذلك في صحفنا ، وأقصد (القص واللزق) ، الذي أصبح عادة قلّ من يسلم منها للأسف. ناهيك عن المواقع الالكترونية.

لماذا يوجد قسم للتاريخ في معهد MIT؟

منقول عن جريدة الرياض.

د. تركي بن فهد آل سعود

رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك سعود

عانى علم التاريخ من النظرة السلبية في مجتمعنا ، جهلاً بأهمية هذا العلم وضرورته لأمن الأمة ، وحقوقها وتاريخها ، وثقافتها ، وموروثها. ومن المؤسف أن يمتد الجهل بهذه الأهمية إلى الأكاديميين في التخصصات الأخرى، خاصة العلمية منها ، وقد يكون بعضهم مسؤولين وصناع قرار ، وهذا له محذور قد يضر بتخصص التاريخ في المملكة. فنحن نعلم أن الجامعات العالمية عندما تحرص على أقسام التاريخ فيها لا تجامل منسوبي تلك الأقسام ، بل لأنها تدرك أهميته وضرورته التي أشرنا إليها. ومن هذا المنطلق سوف أسلط الضوء على قسم التاريخ في واحدة من أهم المؤسسات الأكاديمية التقنية في العالم ، وهو معهد ماساتشوستس للتقنية Massachusetts Institute of Technology لعلنا ننجح في تبيان أهمية علم التاريخ لمن يفتقرون إلى إدراكها.

القراءة التفاعلية لكتب التاريخ

كنت أود أن أكتب عن القراءة التفاعلية عموماً ، أي ما يُناسب كل الفنون ، ولكن سرعان ما عُدت إلى حدود المقدرة الإنسانية ، وعلمت استحالة ذلك. فعزمت على اقتصارها على القراءة في التاريخ لأسباب منها: قلّة ما كُتب عن ذلك لطلاب التاريخ ، ومعرفتي وخبرتي كطالب علم في هذا التخصص. وأرجو من الله تعالى أن يكون في ذلك فائدة لطلاب وطالبات التاريخ ، والعلوم الإنسانية عموماً.

كيف تحكم على الأحداث أو الشخصيات التاريخية؟

نرى ونسمع بين حين وآخر من يُطلق الأحكام على الأحداث والشخصيات التاريخية في كتاباته أو أقواله بدون مراعاة أدنى الدرجات العلمية التاريخية. ومن أهم الضوابط العلمية عند الرغبة في إصدار تلك الأحكام ، أو تكوين رأي صحيح ، هي تجنُّب المفارقة التاريخية. فما هي المُفارقة التاريخية:

ماذا كنت ستقول لو رأيت كُتّابنا اليوم يا طه؟

الدكتور طه حسين ، عميد الأدب العربي. ينتقد الكُتَّاب الشباب في وقته ، ويأخذ عليهم قلة القراءة وتثقيف أنفسهم. ويقول إن الصحف والتلفزيون والسينما لم تترك للناس وقت للقراءة.

الراقي والقرد - صورة من نصب المشعوذين القدماء

" كان واحد يسخر بالناس ، ويدّعي أنه يَرقِي من الضِّرس إذا ضرب على صاحبه . فكان إذا أتاه من يشتكي ضرسه قال له إذا رقاه : إيَّاك أن تذكر إذا صِرتَ إلى فِراشك القرد ؛ فإنَّك إن ذكرته بَطَلَتِ الرُّقية ! فكان - إذا آوى إلى فراشه - أول شيء يخطر على باله ذِكرُ القرد ، ويبيت على حاله من ذلك الوجع ، فيغدو إلى الذي رقاه فيقول له : كيف كنت البارحة ؟ فيقول : بِتُّ وَجِعاً ! فيقول : لعَلَّك ذكرت القرد ! فيقول : نعم ! فيقول : مِن ثَمَّ لم تنتفع بالرُّقية !"

الجاحظ

عبد العين

"ويُقال للمُرائي ، ولمن إذا رأى صاحبه تحرّك له وأراه الخدمة والسرعة في طاعته فإذا غاب عنه وعن عينه خالف ذلك : إنما هو عبد عَين .

قال الشاعر :

ومَولَى كَعَبْد العَيْن أمَّا لِقاؤه *** فيُرضي وأمَّا غَيبُه فظَنونُ"

• الجاحظ

Youtube ليست ملهاة فقط !

قرأت في موقع عالم التقنية تدوينة للأخت نوال القصيّر بعنوان ( يوتيوب ليس فقط للمتعة ) ذكرت فيه فوائد اليوتيوب في تعليم مهارات شتى في عالم التقنية . فلها الشكر على ذلك المجهود .

وموافقة مني لها في هذا الموضوع ، وعلى منوال ما كتبته نوال ، أورد هنا بعض الأمثلة للمحاضرات التي يمكن أن يستفيد منها طلاب المعرفة .