إن كنت من خريجي التاريخ، فلابد أن أحداً قد ذكر أمامك: "وما أهمية خريج التاريخ؟ مستقبله مدرس فقط!" وأنا لا أُكثر في اتهام الناس في أفهامهم وعقولهم، ولكن من يتحدث دون بحث وعلم، ويقول مثل هذا القول، لا يدع لي مجال إلا أن أقدح في فهمه. فربط التخصص في عالمنا العربي، بالمستقبل الوظيفي -فيما يخص الدراسات النظرية- هو رأي كارثي، يتبناه للأسف قيادات التعليم العالي عندنا.
فمن إذن برز في العالم من حولنا من خريجي التاريخ؟ سأورد لك أمثلة لا تُغطيهم جميعاً، ولكن توصل لك ما أريد قوله بإذن الله:
١ - ريتشارد نيكسون:
الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية.
٢ - جون كينيدي:
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية.
٣ - جوردون براون:
رئيس وزراء المملكة المتحدة (٢٠٠٧-٢٠١٠م).
٤ - ألان ميلبورن:
عضو البرلمان البريطاني (١٩٩٢-٢٠١٠م)، ووزيراً للصحة من عام ١٩٩٩ إلى ٢٠٠٣م. (وزير الصحة يا إخواننا الذين تتعالجون في بريطانيا، هو خريج لقسم التاريخ).
٥ - جون رييد:
وزير الدفاع البريطاني (٢٠٠٥-٢٠٠٦م)، ثم وزير الداخلية (٢٠٠٦-٢٠٠٧م). بالإضافة إلى ماضٍ سياسي كبير.
٦ - هوارد سترينجر:
رئيس مجلس إدارة شركة سوني في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان قبل ذلك رئيس شبكة CBS الإخبارية.
٧ - جيرالد كوربيت: من أكبر رجال الأعمال في المملكة المتحدة.
٨ - أنيتا روديك: سيدة أعمال ومؤسسة (The Body Shop)، ولا أظن أن أحداً من الأخوات لا يعرفه.
٩ - ديفيد مونتجومري: من أشهر الشخصيات الصحفية في المملكة المتحدة.
١٠ - باتريك جيلام:
رجل أعمال بريطاني شهير. كان قد شغل منصب المدير العام، وعضو مجلس الإدارة في شركة البترول البريطانية (BP). ثم أصبح الرئيس التنفيذي لبنك (Standard Chartered). وغير ذلك من الأعمال في الشركات الكبرى.
هؤلاء بعض من أشهر خريجي أقسام التاريخ. وليت عندي إحصائية بالخريجين العرب، ولكن للأسف لا أملكها، وأتمنى ممن يعلم عن خريج بارز أن يخطرني مشكوراً.
إذن فأين الخلل؟ الخلل أيها القارئ الكريم أن جميع جامعاتنا هي جامعات تعليمية، ولا يوجد جامعات بحثية، وحتى من سمى نفسه جامعة بحثية، هو ما زال بعقلية الجامعة التعليمية. والجامعات التعليمية وظيفتها أن توفر مخرجات جاهزة، بقوالب ومواصفات معينة فقط لملئ الوظائف، وتزويد سوق العمل. وهذا لا شك مطلوب ومشكور. ولكن أن تصبح جميع جامعاتنا بهذا الشكل، فهذه كارثة الكوارث.
أتمنى أن يعاد النظر في سياسات التعليم العالي في بلادنا العربية، ولنجمع بين ما يريده سوق العمل من "مخرجات"، وبين التعليم الحقيقي الذي سينقل هذه الأمة من حال إلى حال أفضل بإذن الله.
رجل أعمال بريطاني شهير. كان قد شغل منصب المدير العام، وعضو مجلس الإدارة في شركة البترول البريطانية (BP). ثم أصبح الرئيس التنفيذي لبنك (Standard Chartered). وغير ذلك من الأعمال في الشركات الكبرى.
هؤلاء بعض من أشهر خريجي أقسام التاريخ. وليت عندي إحصائية بالخريجين العرب، ولكن للأسف لا أملكها، وأتمنى ممن يعلم عن خريج بارز أن يخطرني مشكوراً.
إذن فأين الخلل؟ الخلل أيها القارئ الكريم أن جميع جامعاتنا هي جامعات تعليمية، ولا يوجد جامعات بحثية، وحتى من سمى نفسه جامعة بحثية، هو ما زال بعقلية الجامعة التعليمية. والجامعات التعليمية وظيفتها أن توفر مخرجات جاهزة، بقوالب ومواصفات معينة فقط لملئ الوظائف، وتزويد سوق العمل. وهذا لا شك مطلوب ومشكور. ولكن أن تصبح جميع جامعاتنا بهذا الشكل، فهذه كارثة الكوارث.
أتمنى أن يعاد النظر في سياسات التعليم العالي في بلادنا العربية، ولنجمع بين ما يريده سوق العمل من "مخرجات"، وبين التعليم الحقيقي الذي سينقل هذه الأمة من حال إلى حال أفضل بإذن الله.
صحيح هناك الكثير من الرؤساء والسياسيين من درسوا التاريخ وكانوا من خريجي أقسامه في الجامعات المرموقة إلا أن بعض الجامعات يكون التخصص فرعي وتتاح الفرصة للتخرج بأكثر من تخصص. وبعض الأسماء الواردة في القائمة ليست كلهم من خريجي التاريخ، فنيكسون خريج كليات القانون، وفورد شؤون دولية من هارفارد. ولا شك أنهما كانت لديهما حصيلة تاريخية جيدة مرافقة لتخصصاتهما.
ردحذفجهد جميل، وحبذا لو كان هناك جزء تعريفي بمن وراء هذه الصفحات الجيدة.
ردحذفسأدعو كل من اعرف ممن درس أو يدرس التاريخ ..أو يحبط من درس أو يدرس التاريخ لقرتءة هذا المقال ..جزاك الله خيرا
ردحذفوأؤيد الدكتورة هتون في الحاجة لمعرفة من وفقه الله لإنشاء هذه المدونة المتميزة وكتابة هذا الكلام المهم
في الحقيقة أنك تتمتع بتحليل جيد وترتيب علمي ممتاز ولغة رصينة وهذا مما لمسته بنفسي عند قراءة بعض مقالاتك إلا وأنه مع الأسف فأن هذه هي أسوأ مقالة قرأتها لك فهي أولا تفتقد إلي المصداقية ففيما يخص الرئيس نيكسون فهو خريج حقوق وعمل بالقانون وليس خريج تاريخ كما زعمت وثانيا - أنت في بداية حديثك وجهت كلامك إلي خريجي التاريخ العرب ثم أراك تستشهد بالغرب والأجانب وهؤلاء كلهم لم يعملوا بما تخصصوا به ولم تؤهلهم شهاداتهم لنيل تلك المناصب بل لأن لديهم إمكانيات ومواهب أخري أهلتهم لتلك المناصب فما دخل تخصص التاريخ يا تري فيما وصلو إليه فهؤلاء مارسوا أشياء أخري ليصلوا إلي ما هم فيه أنا أريد أمثلة من العرب قد تخصصوا في التاريخ وتبؤا مكانه علمية تاريخية في التاريخ نفسه وليس في مجالات أخري لا دخل لها فيها على الأقل استشهد بأناس من العرب قد تبوأو مكانة علمية عالية أمثال الدكتور علي الصلابي أو العلامة محمد بن طاهر البرزنجي فهم مشهورين بالتاريخ وإن لم يكونوا تخصصهم تاريخ كان الأحرى بك أن تقول تعلم أشياء أخري تغنيك عن التاريخ فالتاريخ ما هو إلا عامل مساعد لتحقيق هدفك أما من أراد أن يكون التاريخ هدفه وديدنه فليتميز فيه ويقدم ما هو جديد ويكسب مكانة علمية مرموقة فيه أعتقد أن العاطفة غلبت على العقل في هذه المقالة أرجوا أن تتقبل مني هذا الكلام وتحسن كتابة المقالة القادمة كما تعودنا منكم والسلام
ردحذفأخي الكريم ..
حذفنيكسون درس القانون دراسات عليا، بعد حصوله على البكالوريوس في التاريخ. أما من ناحية استشهادي بالغربيين وعدم استشهادي بالعرب، فآمل منك أن تعيد قراءة الفقرة الأخيرة. وشكرا للطفك وعباراتك الطيبة.