لماذا تحتاج أن تُعرّف بالأعلام والمواضِع في بحثك؟ اعلم أرشدني الله وإياك إلى الخير، أنه ينبغي لك وأنت تكتب بحثك أن تكتبه لغير المختصّ، فيجب أن تشرح وتُعرّف كل مشكل وغامض، ولا ينبغي أن تفترض أن القارئ من أهل التخصص ولا يحتاج إلى ذلك. فإن شرحت ووضحت، ظهر أثر ذلك في أسلوب كتابتك، وأصبح بحثك سهل القراءة، ينتفع به كل قارئ للتاريخ، سواء كان من أهل التخصص أم من غيرهم.
ولنتحدّث هنا عن التعريف بالأعلام والمواضع. أولاً: يجب أن أشدّد النُصح بأن التعريف يجب أن يحتوي على المعلومات التي يحتاج إليها القارئ، في نظرك، ليساعده ذلك على فهم النص، أي تورد المعلومات الضرورية فقط، ولا تسترسل بتفاصيل لا داعي لها، ولا فائدة من ورائها. ثانياً: المعروف لا يُعرَّف. ولا زلت أتعجّب من أناس يُعرّفون بالهامش بأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وهارون الرشيد، ومن مثلهم من الأعلام؛ ومثل ذلك يفعلون بالمواضع فيُعرّف بغداد والقاهرة وقرطبة. وهذا في نظري عبث، وأسلوب لا يليق لزيادة عدد الصفحات، وتعبئة الهوامش. فلا تُعرّف بالمشاهير، واقتصر فقط على غير المشهور من الأعلام والمواضع. وإن عرّفت بهؤلاء، فافعل باختصار وبإيجاز، من سطرين إلى ثلاثة فقط، ولا بأس بأن تضع للقارئ الذي يرغب بالاستزادة بعض المصادر ليراجعها. وفي رأيي، لا ينبغي أن تُعرّف بالخلفاء عامة، بل يُكتفى بوضع سنوات حكمهم بين قوسين بعد أول ذكر لهم في المتن. على سبيل المثال: المأمون (١٩٨-٢١٨هـ).ودعونا هنا نتحدّث عن المصادر التي يرجع إليها الباحث لاستخراج تراجم الأعلام، وتعريف المواضع.
الأعلام:
هنا سأتناول مصادر تراجم التاريخ الإسلامي، بحكم التخصص؛ وإن كنتَ دارساً لتاريخ عصور أخرى فأنصحك بسؤال أساتذتك وأهل الخبرة عن المصادر المناسبة.
أولاً: تراجم الصحابة رضي الله عنهم:
١- الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد (ت ٢٣٠هـ).
٢ - معرفة الصحابة لأبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني (ت ٤٣٠هـ).
٣ - الاستيعاب في معرفة الأصحاب ليوسف بن عبدالله بن عبدالبر القرطبي (ت ٤٦٣هـ).
٣- أُسْد الغابة في معرفة الصحابة لعلي بن محمد ابن الأثير (ت ٦٣٠هـ).
٤ - الإصابة في تمييز الصحابة لأحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢هـ).
ثانياً: التراجم العامة:
١ - وفَيَات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لأحمد بن محمد ابن خلكان (ت ٦٨١هـ).
٢ - فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي (ت ٧٦٤هـ).
٣ - الوافي بالوفيات لخليل بن أيبك الصفدي (ت ٧٦٤هـ).
٤ - المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي ليوسف بن عبدالله ابن تغري بردي (ت ٨٧٤هـ).
٥ - سير أعلام النبلاء لمحمد بن أحمد الذهبي (ت ٧٤٨هـ).
وهناك كتب للطبقات والتراجم متخصصة في ذكر طبقات بعينها، ككتب طبقات المحدّثين، والقُرّاء، والشعراء، والأطباء، والفلاسفة (الحُكماء)، إلى آخره. فارجع إليها إن أردت أن تُعرّف بشخص من أهل تلك الطبقات.
ولا يحسُن بك أن تستخدم مرجعاً لترجمة شخص ما، مثل كتاب الأعلام للزركلي، بل يجب أن تستقي من المصدر مباشرة.
وسنتحدّث في الجزء الثاني بإذن الله تعالى عن المواضع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق