اعلم - أرشدني وإياك الله إلى الخير - أن الفتاوى تُعدّ مصدراً هاماً من مصادر التاريخ. ولكي تكون فائدتك منها على الوجه الصحيح ، فلابد لك أولاً من استحضار معنى الفتوى وأنت تستخدمها من ضمن مصادرك. فالفتوى كما تعلم ، ولا بأس من التذكير ، هي إجابة لسؤال متعلّق بالأمور الدينية. والفتاوى ليست في الدين الإسلامي فقط ، بل هي موجودة في جميع الديانات السماوية وغيرها.
ولكي تبقى على جادة الصواب ، بإذن الله ، لابد لك أن تضع تلك الفتوى في مكانها وزمانها ومجتمعها ، لكي تفهمها حق الفهم. فلن تتضح لك بعض المعاني ، أو الدوافع ، أو النتائج الكاملة لفتوى ما إلا إن درست المجتمع التي خرجت منه وله ، بحالاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وتنبّه كذلك ، بأن للفتاوى أنواع ويهمنا منها نوعين ، فهناك فتاوى خاصة ، وفتاوى عامّة. فلا تخلط بين الاثنين ، واعرف أين تضعها وتصنفها لتصبح استفادتك منها صحيحة. فإن وجدت الفتوى تختلف من مصدر واحد ، فلا يعني هذا تغيّر الرأي ، أو أن الوجه العام للجهة المفتية يختلف عن الوجه الخاص. المسألة تتعلّق بظروف المستفتي والمفتي ، بل وحتى فهمهما وإدراكهما.
لذلك ، ولكي يصبح استدلالك بالفتوى في محله الصحيح ، يجب عليك مراعاة كل ما سبق.
لذلك ، ولكي يصبح استدلالك بالفتوى في محله الصحيح ، يجب عليك مراعاة كل ما سبق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق