نرى ونسمع بين حين وآخر من يُطلق الأحكام على الأحداث والشخصيات التاريخية في كتاباته أو أقواله بدون مراعاة أدنى الدرجات العلمية التاريخية. ومن أهم الضوابط العلمية عند الرغبة في إصدار تلك الأحكام ، أو تكوين رأي صحيح ، هي تجنُّب المفارقة التاريخية. فما هي المُفارقة التاريخية:
المقصود هنا هو تطبيق المعايير التي نحكم بها على أحداث وشخصيات وقتنا الحاضر ، على أحداث وشخصيات لا تنتمي إلى وقتنا. أو أن تُطبق معايير زمن ما على زمن آخر يختلف عنه. وهذا بلا شك إن لم تأخذه بالاعتبار يجعل حكمك بعيد كل البعد عن المنطق والموضوعية. ولكي تحكم على الشخصية أو الحدث التاريخيين بشكل صحيح يجب أن يكون التحاكم إلى معايير الزمان والمكان اللذان يعودان إليه.
وهناك أمور أخرى لا تقل أهمية ، منها عدم التعميم. والتعميم دائماً ما يوقع في الخطأ الفاحش في الحكم. وكذلك تذكّر أيها القارئ الكريم أننا نتحدّث عن بشر ، وعندما تنظر إلى البشر نظرة لا يجوز أن تنطبق إلا على الملائكة ، فستقع حتماً في الخطأ عند حكمك عليهم. وفي المقابل لا يجوز أن تنظر إلى من سبقك باحتقارٍ وتعالٍ ، وتعتقد أنك أذكى منهم. فإن سلم حكمك من هذا كلّه ، وقبله بالطبع الحيادية في نظرتك وعدم التحيُّز ، فثق أن حكمك على الحَدَث أو الشخصية هو رأي منطقي ، قد يختلف معك البعض فيه ، ولكن لا يمكن أن يُحَقَّر رأيك ، لأنه مبني على أساس سليم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد، ولأفكار أخرى راجع:
Mary Rampolla, A Pocket Guide to Writing in History
بارك الله فيك أخي الكريم.. على هذا الموضوع الجيد و هذه المدونة الطيبة، و أسأل الله لكم التوفيق و النجاح، قد أعجبني بعض ما كتبت في موقع goodreads و اتجهت الى مدونتكم فوراً وذلك لهتمامنا بالتاريخ، نسأل الله لكم التوفيق و السداد،
ردحذفمحمد
السعودية
أخي الكريم محمد
ردحذفجزاك الله خيرا على الدعاء ، وكلماتك الطيبة. وآمل أن تكون المدونة دائماً عند حسن ظنك.
شكرا على قواعدك المميزة ولكن
ردحذفعند المفارقة التاريخية كيف اعرف معايير حقبة تاريخية معينة لاستطيع التفريق بينها وبين معايير حقبتنا الحاضرة او على الاقل الحقبة الحديثة الا بوجود بحوث دقيقة استقصت مصادر تلك الفترة ونبقى في من جمع المصادر هل رؤيته متزنة او فيها غلو او فيها تحامل واذا لم نجد من كتب بحثا عن تلك الفترة فكيف بالباحث استقرء المصادر ومسحها ليصل لتلك الرؤية
ان التوصل لتلك المفارقة هو تعليق الجرس فمن يعلق الجرس